ما إن تم رفع الحجر التدريجي وعودة الحياة لدى الجزائريين حتى سارع العديد منهم إلى اغتنام الفترة الوجيزة مما تبقى من موسم الاصطياف، وعلى الرغم من شساعة الساحل ووفرة الشواطئ إلا أن العديد من السياح كانت وجهتهم تلقاء الحمامات المعدنية، حيث تزخر الجزائر بالكثير من الفضاءات التي تشكل تميزا حقيقيا للسياحة الحموية في بلادنا، على غرار حمام ملوان.
على بعد 35 كم عن منطقة بوقرة " و45 كم غرب العاصمة، تقع منطقة ملوان ضمن أفق أخضر كثيف الأشجار ،
ويشقها نهر نقي المياه يستقطب إليه أكثر من 2000 زائر من مختلف ربوع الجمهورية، يتقاطرون إليه من أجل مياهه المباركة وبحثا عن العلاج في بركه الساخنة ، حيث يتداول الناس حكاية الأميرة التركية بنت آخر الدايات، والتي أصيبت بمرض جلدي أقعدها الفراش فأشار الحكماء على أبيها بنقلها إلى ينابيع الأطلس البليدي، فتم شفائها ، ومن ذلك الزمن يأتي السياح نشدان للشفاء عبر المياه والتمتع بالطبيعة، في ظل توفر العديد من المرافق مثل المركبات السياحية والفنادق والمطاعم والمقاهي و غيرها من الخدمات الصحية والعلاجية، داخل فضاء ثري بالشلالات والينابيع .
الحرفيون وجدوا في حمام ملوان فضاء سياحيا واعدا لعرض منتوجاتهم من الحلي والأواني والفخار والجلود، وكذلك الألبسة التقليدية وغيرها من المجسمات الفضية والنحاسية التي يقتنيها السياح الأجانب كذكرى من المنطقة السياحية، أين يقضون أياما في الرعاية الصحية والاستمتاع بالفنادق أو نصب الخيام على ضفاف النهر، أو التعرف على بقية السياح ضمن النشاطات الثقافية المقامة ضمن القرية السياحية.
ممارسة الرياضة في الصباح الباكر في الممر الشجري أو تصفح الكتب داخل قاعات المطالعة تعتبر طقوسا مشهودة لدى أغلب السياح في أوقات عودتهم من البرك الساخنة ضمن محيط حمام ملوان، ورغم أن الأعداد أقل مما كانت عليه، إلا أن اختيار العديد من العائلات لحمام ملوان يعتبر فرصة لقضاء أوقات ممتعة، والتأهب لدخول اجتماعي بعد عطلة استجمام ثرية بالخدمات والفوائد الصحية لجميع أفراد العائلة.
تراهن السلطات المحلية على ريادة حمام ملوان في الاستقطاب السياحي وتأمين متنفس عائلي للأسر القادمة من مختلف أنحاء الوطن، وتعد بترقية الخدمات على مستوى التوسعة التي يجري من خلالها تنفيذ استثمارات جديدة من خلال إقامات سياحية متعددة لفائدة الجمعيات والشباب.