برنامج الرحلات الميدانية للمجتمع العلمي

نحو الفضاءات الصناعية و الإنتاجية تحت شعار "تلاحم الآفاق"

إستمارة مشاركة متربصي التكوين المهني

إن إلقاء نظرة فاحصة على معطيات الواقع الاقتصادي الذي تعرفه الجزائر في ظل التحولات المتسارعة، تحيلنا إلى استنباط جملة من المعطيات الجديرة ببحث مسببات النهوض والإقلاع بالتنمية، والاستثمار العاجل فيما تتيحه من آفاق، وهو ما يقتضي بعث الأسباب والآليات التي تتماهى مع طبيعة العجلة الاقتصادية ومداخلها الجديرة بالعناية والاهتمام المضاعف، ولا مراء في أن التعليم والتكوين يعد منطلقا جوهريا يناط به تحقيق الأبعاد التنموية التي تسعى إليها بلادنا سعيا حثيثا في مختلف القطاعات.

إن الأهداف الإنمائية لقطاعات التعليم العالي والتكوين والتعليم المهنيين من خلال تحيين سياسات وخطط المنظومة التكوينية وربطها بالمحيط الاقتصادي... 

والاجتماعي، تعتبر أهدافا استراتيجية حرصت بلادنا على توفيرها من أجل إحداث التكامل بين نظم التكوين ونظم الشغل والاقتصاد المنتج، و لعل العناية التي توليها بلادنا لهذين القطاعين الأكثر تأثيرا وشمولية على صعيد التنمية، أصبحت هي الأخرى تشجع مؤسسات المجتمع المدني على الاندماج الخلاق مع هذه الاستراتيجية، و تحديد مجموعة من الأهداف الاستعجالية المأمول تحقيقها  في اقتراح وتجسيد غايات التنمية التكوينية، وفي هذا الإطار فإن المنظمة الوطنية لرعاية البيئة والتبادل السياحي بمعية شركائها من المؤسسات المدنية (مؤسسة الخبراء الجزائريين للتّوطين المعرفي - مؤسسة جزائر العلوم - مؤسسة القدرة لخدمة الثقافة والمجتمع) تقترح "البرنامج الوطني للرحلات الميدانية المتخصصة للمجتمع العلمي " تحت شعار " تلاحم الآفاق " ضمن فعاليات تعمل على تعميم الرحلات الميدانية المتخصصة من خلال المزاوجة بين الأرضية المعرفية والفضاءات المنتجة، وتثمين المزايا النوعية للتكوين بغية تعزيز مكانة التعليم و التكوين لدى فئات المجتمع.

لقد تشكلت رؤية هذه المبادرة بناء على التوجه المباشر والدقيق نحو ما تعيشه بلادنا على الصعيد الاقتصادي، لبحث الأسباب والممكنات الواقعية التي تدفع به إلى أفق جديد من النماء، والاحتضان الفعلي للموارد الجديرة بالتكتل والالتقاء والعمل سوية بشكل متكامل لما فيه الخير العميم لشبابنا و بلادهم، في معترك التغيرات التي تعصف بريحها العاتية دون هوادة، فكان من الجدير الاستجابة إلى بواعث الحرص والنيات المعقودة على العمل بكل همة ومراس، لفتح كوة تضيئ من جدار التحديات الجسيمة، ليعم فتيل هذه المبادرة سائر تراب الجمهورية.

 إن الجهود التي تحققها بلادنا في النهوض بالتكوين والتعليم من حيث المنشآت والدعم التقني تعكس حرص الدولة على الاستثمار المعرفي لهذين القطاعين و تشبيكه بمختلف القطاعات، ومن هذا المنطلق يضطلع هذا البرنامج الوطني بتقديم جملة من القنوات التفاعلية المفضية إلى توسيع أفق التلقي لدى المتكونين، في إطار رحلات ميدانية متنوعة حسب مدونة التخصصات التكوينية، ووفق منهجية تمكن كل متكون من وضع مكتسباته النظرية والمهنية على تماس مباشر مع بيئة الشركات الصناعية والاقتصادية خارج ولايته، وذلك ضمن شراكة ناجعة روعي فيه عدد الطلبة و المتربصين والتخصصات والمراكز التكوينية و الجامعية والشركات المستقبلة والتأطير والمرافقة، من أجل معالجة وتنفيذ الرحلات الميدانية دون اختلالات على صعيد تعميم التفاعل مع الإمكانيات الموجودة، في مبادرة مستمرة الطرح لتجسيد التكييف الميداني لمنظومة التعليم العالي والتكوين المهني مع المتغيرات والعولمة الاقتصادية، وتحقيق الجدوى من تعميق الدراسات والبحث في المؤهلات والمهن، كما أن هذا البرنامج الوطني يعتبر تحفيزا مجتمعيا يدعم الأفراد باختلاف مواقعهم في إطار تثمين وترقية النجاعة التكوينية لطلبتنا و متربصينا عبر مختلف ولايات الجمهورية مع مختلف شركاء القطاع، كما تعتبر الرحلات الميدانية بمثابة دعم مستمر لطلبة و متربصي التكوين ضمن مؤسسات القطاع العمومي أو تلك التابعة للشركات الاقتصادية وفق مدونة تغطي مختلف الفروع المهنية ومستويات التأهيل.

إن فئة الطلبة والمتربصين بوجود منصة تفاعلية وطنية للرحلات الميدانية المتعددة التخصصات سيتمكنون من دعم مكتسباتهم وصقلها ضمن بيئة نوعية مما سيسمح بتحقيق خبرات جديدة تعود بطيب الأثر على التنمية المحلية والوطنية وتنعكس بالإيجاب على سوق العمل جراء السياسة التكوينية المنتهجة وعلاقتها بخلق جيل مؤهل لريادة الاعمال وإثراء القطاع الاقتصادي.

أهداف البرنامج:

لقد وضعت المنظمة الوطنية لرعاية البيئة والتبادل السياحي مع شركائها ضمن البرنامج الوطني للرحلات الميدانية المتخصصة للمجتمع العلمي نحو الفضاءات الصناعية و الإنتاجية، آليات مرنة لتوفير بيئة حاضنة بحيث يستفيد الطلبة و متربصو التكوين من الخرجات الميدانية من خلال تلقيهم ارشادات وشروحات تطبيقية عن آليات عمل الشركات الصناعية بمختلف الخطوط والوحدات، على يد مؤطرين  كل حسب تخصصه، و بتفاعل ميداني يعالج الجزئيات الدقيقة التي تتطلب مزيدا من الاطلاع والبحث، وببناء هذا الفضاء الميداني الذي يستفيد منه المتربصون من خلال التنقل والمعاينة المباشرة والاحتكاك العملي من خلال التفاعل الممنهج والمعمم، تكون الرحلات الميدانية قد صنعت سياقا شبكيا للتدفق المعرفي في إطار الغاية الرئيسية لهذا البرنامج الوطني والرامية إلى تحقيق الأهداف التالية:  

• صناعة نخب ريادة الأعمال داخل قطاع الجامعة و التكوين والتعليم المهنيين من خلال تعميق الرابطة بين المؤسسات الجامعية والتكوينية والخبراء والموارد البشرية الموجودة بمختلف القطاعات.
• نشر الوعي المؤسساتي لدى الطلبة والمتربصين في مختلف الحقول المعرفية ذات الارتباط الوثيق بالتعيم العالي والتكوين المهني من أجل الوصول بالمجتمع إلى القدرة العالية على التكيف مع المستجدات المعرفية.
• تنمية الشغف الاقتصادي في قطاعي التعليم العالي والتكوين المهني من خلال الاحتكاك المباشر بالشركات مع مراعاة كل تخصص، وسبل تنظيم الرحلات الميدانية للطلبة و المتربصين المعنيين به.
• إيصال التقنيات الحديثة للطلبة و للمتربصين من خلال تسهيل اندماج كل الشركاء في بناء منظومة اقتصادية متجانسة تراعي تحيين أدوات التعليم والتدريب والتكوين والاستفادة القصوى من الأنظمة العملية التي تسيرها.
• المساهمة في جعل فضاءات التعليم العالي و التكوين المهني منصة معرفية تفاعلية تعزز من تشكيل مجتمع اقتصادي متكامل.
• استفادة الطلبة و المتربصين من فرص التعرف على ولايات الوطن في إطار السياحة التكوينية.

أولا : التعريف بالرحلات الميدانية المتخصصة للمجتمع العلمي نحو الفضاءات الصناعية و الإنتاجية:

إن ربط الطلبة والمتربصين المهنيين بشبكة عريضة من المؤسسات الاقتصادية ، وفق تصور تفصيلي يغطي حاجة متربصي القطاع إلى خوض تجربة واعدة تضاف لرصيدهم من المؤهلات وتطوير المهارات، سيساهم في تعزيز دور المجتمع المدني في إحداث مزيد من التفاعل بين المتربصين والمتعاملين الاقتصاديين، ويولي رعاية أوفر تجاه التعرف الميداني على الأوساط المهنية، كما أن الخرجات الميدانية المنظمة في هذا الصدد، ستساهم في جعل المتربصين يندمجون ضمن فضاءات عملية تعضد من عملية التكوين ، و تمنح لمسارهم بعدا تفاعليا يمكنّهم من اكتساب خبرة قائمة على تنويع مصادر الاحتضان المهني، وذلك من خلال جداول زمنية محددة تضبط وتنظم سير الخرجات الميدانية عبر كامل تراب الجمهورية، في إطار تعزيز الشراكة بين قطاع التكوين  المهني والمحيط الاقتصادي،  من خلال العناصر التالية:

1 - الشُعب

2 - الشركات الاقتصادية المستقبلة

3 - المتربصون

4 - التأطير والمرافقة

1 -   الشُعب:

وهي المدونة التي جمعت تخصصات قطاعي التعليم العالي و التكوين المهني المرتبطة بالوسط الإنتاجي و الصناعي مع بضبطها ومواكبة التطورات الجارية بمختلف قطاعات النشاط، من خلال 23 شعبة مهنية في جميع أنماط التكوين، حيث سيتمحور تقسيم الرحلات الميدانية المتخصصة للطلبة ومتربصي التكوين المهني ضمن الشعب المهنية التالية:

1 - الرحلات الميدانية المتخصصة  لشعبة فن- ثقافة والتراث

2 - الرحلات الميدانية المتخصصة  لشعبة الفلاحة

3 - الرحلات الميدانية المتخصصة  لشعبة الفنون والصناعة المطبعية

4 - الرحلات الميدانية المتخصصة  لشعبة الحرف التقليدية

5 - الرحلات الميدانية المتخصصة  لشعبة الخشب والتأثيث

6 - الرحلات الميدانية المتخصصة  لشعبة البناء والأشغال العمومية

7 - الرحلات الميدانية المتخصصة  لشعبة الكيمياء الصناعية والبلاستيك

8 - الرحلات الميدانية المتخصصة  لشعبة الانشاءات المعدنية

 9 - الرحلات الميدانية المتخصصة  لشعبة الانشاءات الميكانيكية والصناعة الحديدية

10 - الرحلات الميدانية المتخصصة  لشعبة الصناعة الجلدية

11 - الرحلات الميدانية المتخصصة  لشعبة الكهرباء – الإلكترونيك – الطاقوية

12 - الرحلات الميدانية المتخصصة  لشعبة الفندقة – الإطعام والسياحة

13 - الرحلات الميدانية المتخصصة  لشعبة صناعة الأغذية الزراعية

14 - الرحلات الميدانية المتخصصة  لشعبة الصناعات النفطية

15 - الرحلات الميدانية المتخصصة  لشعبة إعلام آلي – الرقمنة – الاتصالات

16 - الرحلات الميدانية المتخصصة  لشعبة مهن المياه والبيئة

17 - الرحلات الميدانية المتخصصة  لشعبة مهن الخدمات

18 - الرحلات الميدانية المتخصصة  لشعبة المناجم والمحاجر

19 - الرحلات الميدانية المتخصصة  لشعبة ميكانيك المحركات والآليات

20 - الرحلات الميدانية المتخصصة  لشعبة الصيد البحري وتربية المائيات

21 - الرحلات الميدانية المتخصصة  لشعبة تقنيات الإدارة والتسيير

22 - الرحلات الميدانية المتخصصة  لشعبة تقنيات السمعي البصري

23 - الرحلات الميدانية المتخصصة  لشعبة النسيج والألبسة

2 - الشركات الاقتصادية المستقبلة:

وهي الفضاءات التي تستقبل المتربصين باعتبارها حاضنة مستقبلية للمنتوج والكفاءات التي تفرزها مؤسسات التكوين، من منطلق توفر هذه الشركات الاقتصادية على الموارد والوسائل، حيث روعي في اختيارها توافق التخصص مع طبيعة الشركة مما سيخلق رؤية ناجعة للاحتياجات من اليد العاملة من طرف مختلف القطاعات، ويتضمن البرنامج الوطني التفصيلي للرحلات الميدانية  قائمة عريضة لمختلف الشركات المستقبلة . 

3 – الطلبة والمتربصون:

وهم الفئة المستفيدة من الرحلات الميدانية، من الذين يزاولون تكوينا مفضيا إلى نيل شهادة التحكم المهني أو شهادة تقني أو شهادة تقني سامي، في إحدى مراكز ومعاهد التكوين المهني على مستوى ولايات الجمهورية بالنسبة للمتربصين، و ليسانس ماستر دكتورا بالنسبة للطلبة الجامعيين.

4 - التأطير والمرافقة:

أ - التأطير:

يحظى الطلبة والمتربصون بمتابعة تتشكل من مؤطرين عالي المستوى، حيث يناط بالمؤطر المختار من أحد طلبة الدكتوراه في نفس ميدان شعبة المتربصين، أو من أحد الإطارات المتقاعدة من كوادر المؤسسة الاقتصادية المستقبلة حسب ما هو متاح في كل ولاية، تأطير الرحلة الميدانية من خلال ربط المعارف النظرية للطلبة و المتربصين بما يلاحظونه من طرق الانتاج أو التصنيع أو التسيير داخل الشركة المستقبلة.

 ب - المرافقة:

يستفيد الطلبة والمتربصون من مرافقة أحد أساتذة الجامعة بالنسبة للطلبة وأستاذ التكوين المهني لنفس للمتربصين، للإشراف على عملية التنسيق طيلة فترة الرحلة الميدانية حسب ما هو مسطر ضمن البرنامج التفصيلي لكل ولاية. بغية الإحاطة التنظيمية بجميع ظرفها.

بطاقة تقنية